89
تسكن الفنانة التشكيلية مايا حيدر بين خطوط لوحتها بإطار متميز وهي قادرة على مواكبة العصر وتطويع التقنيات لإيصال فكرتها، ويبقى للمتلقي أن يتقن قراءة اللون والعناصر.
لا يمكن الفصل بين الفنانة وريشتها خاصة أنها اللوحة بدت مرآة الذات بكل تداعياتها وتناقضاتها وأحلامها وحتى في نظرتها إلى ما يدور خارج المربع الذي يطوقها رغم إرادتها، لكن حيدر متمسّكة بقناعاتها مع وعيها التام إلى فرضية التزواج بين الإبداع كقيمة فنية وكيفية صناعته كمادة ترويجية.
في معرضها الأخير "أبعد من" مزجت بين اللون والقماش والخشب، وفقاً لمعايير الفن المعاصر، أما الفكرة ومكونانتها تبقى مرتبطة بنظرة المتلقي، لكون حيدر لا ترى أن الفنان يجب أن يشرح رؤيته كي لا يُصادر تأويل الناس لما يطرحه.
نبدأ من إشكالية الابتعاد عن الكلاسيكية واعتماد تقنية معاصرة في اللوحة، والى أي مدى يمكن لتقنية كهذه أن تخدم فن الرسم؟ فتجيب: "انا أرى أن التطور يخدم اللوحة بشكل كبير عبر التقنيات الجديدة، حتى في مجال النحت لم يعد الأمر محصوراً بالحجر والإزميل، اليوم كل بناء في الفراغ وتشكيل وتجسيد لأي عناصر يستعملها الفنان يُعتبر عملاً فنياً، حتى الصور الفوتوغرافية باتت تدخل في الدائرة نفسها، وحتى دخول الكمبيوتر وتقنياته الى اللوحة لم يجردها من معاييرها الفنية".
لكن حين يدخل الكمبيوتر الى تفاصيل لوحة معينة أين تصبح قيمتها الفنية؟ ترد حيدر: "في النهاية من يبدع هذه اللوحة هو فنان ووجود تقنية حديثة معينة لا يلغي قيمتها لناحية الفكرة والتأليف واللون والخطوط".
ويبقى الأسلوب هو المقياس بالنسبة لحيدر وعن ذلك تقول: "المدارس الفنية أدت الى تطور فن الرسم عبر الزمن، وكل واحدة منها كانت تحمل شيئاُ جديداً أو تأخذ من التي سبقتها، أي فنان خلال عملية البحث عن ذاته الفنية عليه أن يبتكر أسلوباً معيناً في التعبير، ودخول التقنيات لا يعني الخروج عن إطار تشكيل لوحة أو بناء فني ما، لذلك لا أضع لوحتي ضمن تصنيف محدد أو مدرسة فنية، إنها لوحة بكل بساطة، يمكن القول إنها تخضع للفن المعاصر الذي لا أرى نفسي توغلت فيه بالكامل حتى الآن ولا يزال أمامي الكثير بعد".
بيْد أن حيدر لا تنفي أهمية الكلاسيكية، وفي ذلك تقول: "اللوحة الكلاسيكية تعيش وفقاً لقيمتها التاريخية وفقاً للزمان والمكان، ووجود اللوحة المعاصرة لا يعني إلغاء ما سبقها من إبداع، المسألة عبارة عن تتابع واستمرار، الإشكالية تكمن في عدم حصر الفنان في نمطية محددة مرتبطة باللون والريشة فقط. اليوم أصبح بإمكان أي شخص أن يكون فناناً إذا ما لديه فكرة وطرحها بأسلوب معين، كفن الأداء على سبيل المثال".
بين الإحساس والصناعة
لكن هل كل من يحمل ريشة هو فنان، تجيب: "ليس كل فنان رساماً ولا كل رسام فناناً، هناك من يملك تقنية الرسم بشكل كبير، لكنه غير قادر على التعبير ليقدم عملاً فنياً متكاملاً، وبالمقابل قد يمتلك فنان ما لغة تعبيرية متميزة تصل الى المتلقي بسهولة، لكنه لا يدرك ماهية التقنية المطلوبة في اللوحة. نحن في زمن الفن المتاح ولا أرى أي خطأ في ذلك، بيكاسو حين جمع قطع الحديد وبدأ يبني منحوتاته قدم صورة معاصرة تعتبر رائدة، وهو فنان مبدع يتقن الرسم، لكنه لجأ الى تقنيات حديثة في حينه واستخدمها ونجح، تطور الخامات في انواع الفنون كافة لا يلغي العملية الفنية والإبداع".
هل باتت الصناعة هي المقياس في ما يتصل بالفن المرتبط بالريشة والنحت، ترد حيدر: "حين اقدم عملاً فنياً فأنا أقوم بتجسيد فكرتي التي تصبح صناعة، لكنها تحمل الدلالات والإيحاءات والمضمون الفني الذي يعبر عن ذاتي وما أريد إيصاله. الفن إحساس، لكنه صناعة في نهاية المطاف، وهذا لا يلغي روحيته".
"أبعد من" معرض منفرد أول
حيدر لا تبحث عن الربح المادي، ولا تقف في مواجهة أحد. وهي تجد نفسها في ما تقدّمه لكونها تحبه، لذلك كان "أبعد من" معرضها المنفرد الأول وعنه تقول: "معرضي مساحة عبّرت من خلاله عن فكرة معينة وتركت للناس حرية قراءتها وتأويلها، ومن الصعب أن أتكلم عن نفسي، لكن باعتقادي أنه أضاف شيئاً ما إلى أشخاص يشبهونني ربما، وأنا لم أتوجه فيه الى شريحة محددة من المجتمع وبالمقابل لم أهاجم أحداً".
وتؤكد حيدر أنها تستفيد من النقد وتتقبله وعن وصف أحد النقّاد لنسائها بأنهن نظيفات الى درجة تناقض المنطق، تقول: "حضور العناصر في اللوحة يُظهرهنّ على هذا الشكل، لكني لم أمنحهن القداسة بل إيحاءاتهن الفعلية، منهن من لهن نظرات حادة وأخريات أخفين أجزاء من وجوههن الى ما هنالك من تفاصيل لها دلالاتها.. وأترك البحث فيها للمتلقي".
لا يمكن الفصل بين الفنانة وريشتها خاصة أنها اللوحة بدت مرآة الذات بكل تداعياتها وتناقضاتها وأحلامها وحتى في نظرتها إلى ما يدور خارج المربع الذي يطوقها رغم إرادتها، لكن حيدر متمسّكة بقناعاتها مع وعيها التام إلى فرضية التزواج بين الإبداع كقيمة فنية وكيفية صناعته كمادة ترويجية.
في معرضها الأخير "أبعد من" مزجت بين اللون والقماش والخشب، وفقاً لمعايير الفن المعاصر، أما الفكرة ومكونانتها تبقى مرتبطة بنظرة المتلقي، لكون حيدر لا ترى أن الفنان يجب أن يشرح رؤيته كي لا يُصادر تأويل الناس لما يطرحه.
نبدأ من إشكالية الابتعاد عن الكلاسيكية واعتماد تقنية معاصرة في اللوحة، والى أي مدى يمكن لتقنية كهذه أن تخدم فن الرسم؟ فتجيب: "انا أرى أن التطور يخدم اللوحة بشكل كبير عبر التقنيات الجديدة، حتى في مجال النحت لم يعد الأمر محصوراً بالحجر والإزميل، اليوم كل بناء في الفراغ وتشكيل وتجسيد لأي عناصر يستعملها الفنان يُعتبر عملاً فنياً، حتى الصور الفوتوغرافية باتت تدخل في الدائرة نفسها، وحتى دخول الكمبيوتر وتقنياته الى اللوحة لم يجردها من معاييرها الفنية".
لكن حين يدخل الكمبيوتر الى تفاصيل لوحة معينة أين تصبح قيمتها الفنية؟ ترد حيدر: "في النهاية من يبدع هذه اللوحة هو فنان ووجود تقنية حديثة معينة لا يلغي قيمتها لناحية الفكرة والتأليف واللون والخطوط".
ويبقى الأسلوب هو المقياس بالنسبة لحيدر وعن ذلك تقول: "المدارس الفنية أدت الى تطور فن الرسم عبر الزمن، وكل واحدة منها كانت تحمل شيئاُ جديداً أو تأخذ من التي سبقتها، أي فنان خلال عملية البحث عن ذاته الفنية عليه أن يبتكر أسلوباً معيناً في التعبير، ودخول التقنيات لا يعني الخروج عن إطار تشكيل لوحة أو بناء فني ما، لذلك لا أضع لوحتي ضمن تصنيف محدد أو مدرسة فنية، إنها لوحة بكل بساطة، يمكن القول إنها تخضع للفن المعاصر الذي لا أرى نفسي توغلت فيه بالكامل حتى الآن ولا يزال أمامي الكثير بعد".
بيْد أن حيدر لا تنفي أهمية الكلاسيكية، وفي ذلك تقول: "اللوحة الكلاسيكية تعيش وفقاً لقيمتها التاريخية وفقاً للزمان والمكان، ووجود اللوحة المعاصرة لا يعني إلغاء ما سبقها من إبداع، المسألة عبارة عن تتابع واستمرار، الإشكالية تكمن في عدم حصر الفنان في نمطية محددة مرتبطة باللون والريشة فقط. اليوم أصبح بإمكان أي شخص أن يكون فناناً إذا ما لديه فكرة وطرحها بأسلوب معين، كفن الأداء على سبيل المثال".
بين الإحساس والصناعة
لكن هل كل من يحمل ريشة هو فنان، تجيب: "ليس كل فنان رساماً ولا كل رسام فناناً، هناك من يملك تقنية الرسم بشكل كبير، لكنه غير قادر على التعبير ليقدم عملاً فنياً متكاملاً، وبالمقابل قد يمتلك فنان ما لغة تعبيرية متميزة تصل الى المتلقي بسهولة، لكنه لا يدرك ماهية التقنية المطلوبة في اللوحة. نحن في زمن الفن المتاح ولا أرى أي خطأ في ذلك، بيكاسو حين جمع قطع الحديد وبدأ يبني منحوتاته قدم صورة معاصرة تعتبر رائدة، وهو فنان مبدع يتقن الرسم، لكنه لجأ الى تقنيات حديثة في حينه واستخدمها ونجح، تطور الخامات في انواع الفنون كافة لا يلغي العملية الفنية والإبداع".
هل باتت الصناعة هي المقياس في ما يتصل بالفن المرتبط بالريشة والنحت، ترد حيدر: "حين اقدم عملاً فنياً فأنا أقوم بتجسيد فكرتي التي تصبح صناعة، لكنها تحمل الدلالات والإيحاءات والمضمون الفني الذي يعبر عن ذاتي وما أريد إيصاله. الفن إحساس، لكنه صناعة في نهاية المطاف، وهذا لا يلغي روحيته".
"أبعد من" معرض منفرد أول
حيدر لا تبحث عن الربح المادي، ولا تقف في مواجهة أحد. وهي تجد نفسها في ما تقدّمه لكونها تحبه، لذلك كان "أبعد من" معرضها المنفرد الأول وعنه تقول: "معرضي مساحة عبّرت من خلاله عن فكرة معينة وتركت للناس حرية قراءتها وتأويلها، ومن الصعب أن أتكلم عن نفسي، لكن باعتقادي أنه أضاف شيئاً ما إلى أشخاص يشبهونني ربما، وأنا لم أتوجه فيه الى شريحة محددة من المجتمع وبالمقابل لم أهاجم أحداً".
وتؤكد حيدر أنها تستفيد من النقد وتتقبله وعن وصف أحد النقّاد لنسائها بأنهن نظيفات الى درجة تناقض المنطق، تقول: "حضور العناصر في اللوحة يُظهرهنّ على هذا الشكل، لكني لم أمنحهن القداسة بل إيحاءاتهن الفعلية، منهن من لهن نظرات حادة وأخريات أخفين أجزاء من وجوههن الى ما هنالك من تفاصيل لها دلالاتها.. وأترك البحث فيها للمتلقي".