في العراق اليوم، الشعب بأكمله، كما فئاته من الطوائف والمذاهب، يعيش في حالة قلق وجودي. الاستعمار الأميركي يمارس لعبته المفضلة: التفرقة الطائفية والعنصرية، ويعاود الكرَّة بالحجة نفسها: مكافحة الإرهاب … وإيران: محاولة حثيثة عبر الحشد الشعبي لتصحيح أخطاء الماضي.
كيف وصلنا إلى هنا؟
قبل المغادرة في آخر 2011، حرص الاحتلال الأميركي على زرع بذور الطائفية في مفاصل الدولة التي ركَّبها بعناية أثناء وجوده: في الدستور الجديد، قانون الانتخابات، توزيع فرق الجيش الذي يعاد بناؤه، اجتثاث البعث، مخصصات الموازنة لمشاريع التنمية … الخ.
المدخل إلى ذلك كان تكوين المتنوّع الطائفي (%65 شيعة، 28% سنة، و 7% مسيحيين وأقليات) والعرقي (82% عرب، 16% أكراد، و 2% مختلف). وكذلك وقوع العراق بين ثلاث دول إقليمية كبيرة: إيران ذات الغالبية الشيعية وتركيا والسعودية ذات الغالبية السنية.
وضع غني بفوالق الشقاق والتفرقة الطائفية والمذهبية والعرقية، التي يسيل لها لعاب الاستعمار.
لم يتردّد الاستعمار الأميركي في غزو العراق العام 2003، تكملة لخطته الاستراتيجية لغرب آسيا، والتي بدأها منذ العام 1980، وأسس لها بأكثر من 30 قاعدة عسكرية في الخليج والبحر الأحمر، ثم باجتياح أفغانستان في 2001.
فكان الاحتلال …
بالنسبة للشيعة، كان خروجهم من الاضطهاد والقمع تحت حكم صدام حسين إنجازاً لا يمكن التراجع عنه. ولكنه تجلى في كثير من الأحيان على شكل رغبة في الثأر من المسؤولين عن اضطهاد الماضي، أو الاستئثار بمفاصل الحكم لكون الشيعة يشكلون غالبية الشعب. المرجعيات الشيعية وإيران، على الرغم من دعوتها للوحدة الوطنية، لم تتعامل مع التجاوزات والعصبيات بشكل حاسم انطلاقاً من فهم عميق لخطورتها. ومع تفشي الفساد المالي والوظيفي، تفشت تلك العصبيات لتكون غطاء انتهازياً له.
أما السُنَّة، فبعد أن كانت عشائرهم دعائم حكم البعث وحاشيته الداخلية، وجدوا أنفسهم بعد الاجتياح الأميركي العام 2003 من دون حماية من أحد: الجيش دُمِّر وتم حلّه، ورموز المعارضة العائدة مع المُحتل كانت بمعظمها شيعية… فأصبحوا فجأة بيئة مقهورة ومطارَدَة. الوضع الناشئ فتح الباب واسعاً للقاعدة وفكرها الوهابي العنصري المتطرف، والتي وجدت فرصة سانحة لتوسيع حراكها إلى ساحة جديدة تضاف إلى أفغانستان.
هذه "القيمة المضافة" من الفوضى الخلاقة، لعبت مباشرة إلى أهداف المشروع الاستعماري من غزو العراق: ربط تبرير النيات الأميركية بإنشاء قواعد عسكرية ثابتة، بمحاربة الإرهاب الذي تمثّله القاعدة، واستباب الأمن في البلاد.
المسيحيون والأقليات وجدوا أنفسهم في تقاطع النيران الطائفية الإسلامية، وإن جاءت أذيتهم بشكل أساسي من استهدافات القاعدة، على خلفية تكفير الفكر الوهابي لهم.
قبل الغزو – حروب مستدامة!
الاحتلال الأميركي أتى إلى عراق مفكك، منهار اقتصادياً واجتماعياً، وفي حصار سياسي وإعلامي. هم أنفسهم كانت لهم اليد الطولى في وضع البلد في حال حرب أو عدوان دائمة منذ 1980، ودائماً بالتوازي مع إيران منذ أن أطاحت ثورتها الإسلامية بالشاه:
– حرب تدميرية مع إيران (1980 – 1988) زيَّنَتها أميركا ودول الخليج فرصة لصدام لاسترجاع الأهواز: "جزء محتل من الوطن العربي الكبير". كانت نتيجتها من الطرفين أكثر من 600,000 قتيل، مليوني جريح ومعوق، دمار هائل، وبكلفة تزيد عن 170 مليار دولار.
– اجتاح صدام حسين الكويت في العام 1990 بعد أن تَوهّم أن أميركا ستغضّ الطرف (اعتقدها جائزة ترضية مكافأة لحربه مع إيران)… فلم تكن سوى فخّ محكم، إذ كان احتلال الكويت حجة لعملية أميركية- أطلسية لـ"تحريرها". والنتيجة: تدمير كبير للجيش العراقي وزيادة الوجود العسكري الأميركي – الأطلسي الدائم في الخليج 4 أضعاف مع إضافة وتوسيع 15 قاعدة عسكرية في المنطقة.
– حظر جوي وبحري ضد العراق (1991 – 2003) تسبب بوضع إنساني مريع في البلاد.
– الاحتلال الكامل العام 2003 بحجة مكافحة الإرهاب وإزالة أسلحة الدمار الشامل المفترض وجودها بناء لتقارير كاذبة لفقها الأميركيون.
بعد الغزو – مقاومة الاحتلال الأميركي – البريطاني للعراق (2003 – 2011)
مقاومة الاحتلال لم تكن موحدة.
في سنوات الاحتلال الأولى (2003-2007) نشطت القاعدة ضمن الأوساط السنية على جبهتين: القوات الأميركية والمُكَوِّن الشيعي الذي استهدفته القاعدة من منطلقين: الغلبة الشيعية لرموز الحكم المتعاونة مع الغزاة، وأيضاً من منطلق عنصري تكفيري ينضح به الفكر الوهّابي الذي تتحرك بهديه.
في السنوات الأخيرة للاحتلال، انحصر نشاط القاعدة تقريباً في استهداف الشيعة وفئات السنة المعادين لنهجهم.
أما في سنوات الاحتلال الأخيرة (2006- 2011)، فكان معظم المقاومة نابعاً من الأوساط الشيعية بمساعدة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله. غير أن بعض التنظيمات الشيعية الهامشية شنت هجمات انتقامية ضد المناطق السنية. عدم التعامل الحازم والقضاء على هذه الظواهر للتعصب المذهبي الشيعي كان خطأ فادحاً ساعد في زيادة الاستقطاب المذهبي في الساحة الشعبية العراقية ولعب مباشرة بيد الاستعمار الأميركي (وربما كانوا بإمرة عملائه)!
بالتزامن، كان المسيحيون والأقليات يحاولون استيعاب الصدمة الاجتماعية الناتجة عن استهدافهم من قبل متطرفي القاعدة على امتداد العراق، ونتجت عن ذلك هجرة حوالي ثلثهم إلى الغرب.
على الرغم من كل السلبيات الطائفية، تمكنت المقاومة من الانتصار.
غادر الاستعمار الأميركي بخفي حنين تحت الضغط العسكري للمقاومة بعد خسائر تجاوزت الـ20 ألف قتيل وجريح. لم يحصل الاستعمار على هدفين أساسيين من اجتياح الـ2003:
1) الحصول على قواعد عسكرية مع حماية لقواته من الملاحقة القانونية.
2) زعزعة الوضع الداخلي الإيراني وتغيير النظام فيها، أو على الأقل الحصول على تنازلات ملموسة تجعلها أكثر طواعية وتعاوناً مع المشروع الأميركي في غرب آسيا.
التحضير للهجمة الداعشية
عدوان وحشي متعدّد الوجوه تعرض له العراق منذ غادر الاحتلال الأميركي العام 2011، تَوّجَهُ استيلاء "داعش" على الموصل ومناطق واسعة من محافظات نينوى، صلاح الدين، والأنبار وبعض من محافظات ديالى، كركوك وأربيل في حزيرن 2014.
في البدء كانت مظاهرات احتجاجية واعتصامات في محافظات الأنبار وصلاح الدين مطالبة بالشراكة الفعلية للسنة في الحكم ورفض استئثار الأحزاب الشيعية بمراكز القرار… أيادي السعودية كانت واضحة في تغذية هذا الحراك ومواكبته إعلامياً بهدف استغلاله سياسياً في أُطُر مختلفة تماماً عن المطالب المُحقة التي يرفعها.
وُصِف الحراك في صحف السعودية (الشرق الأوسط ، الحياة … وغيرها) كما في قنوات "الجزيرة" و"العربية"، على أنه ثورة أهل السنة في العراق ضد القمع، الاضطهاد والتحكم الشيعي، والتبعية لإيران: العبارات والشعارات نفسها التي يستعملها الإعلام الغربي والصهيوني وتوابعه في الإعلام الصهيو – عربي لصياغة الصراعات البديلة عن الصراع ضد إسرائيل. شعارات ابتُدِعت لتحويل الصراع من عربي – إسرائيلي إلى صراع:
– عربي- إيراني، وفيه يتحالف العرب مع إسرائيل ضد العدو الإيراني المشترك، و…
– سني – شيعي، يتناغم مع مقولات التنظيمات المسلحة التكفيرية المتشبعة بالفكر الوهابي والذي يطلق هذا الإعلام على مسلحيهم تسميات "الثوار السنة" و"المجاهدين".
هذا الحراك ما لبث أن تحول إلى مناوشات عسكرية واسعة لـ"داعش" في الفلوجة، تكريت، وديالي. لكن الحراك الأدهى كان يتم إعداده في تركيا، حيث كانت تطبخ تفاصيل الاجتياح الداعشي.
الهجمة الداعشية – الباب الخلفي لعودة الاستعمار الأميركي – الأطلسي
رأس حربة هجوم داعش كان بضع مئات من المسلحين، وصلوا إلى الموصل من الحدود السورية خلال يومين قاطعين حوالي 100 كلم، على الأغلب عبر معبر اليعربية على ملتقى الأرياف الشرقية للقامشلي والحسكة، والذي يبعد أقل من 50 كلم عن الحدود التركية عند المالكية (هذا سيناريو تقديري للكاتب وليس معلومات منشورة). مسار معد بإتقان، مع كل التحضيرات للمرور الآمن، وصولاً إلى مخازن الأسلحة الثقيلة والآليات التي كانت بانتظارهم في الموصل عندما دخلوها يوم 10 حزيران، 2014.
بضعة آلاف من المسلحين دخلوا في الأيام القليلة التالية، واستخدموا الآليات التي استولوا عليها في الموصل للتوجه جنوباً والسيطرة على بيجي وتكريت، إلى أن تم إيقافهم على تخوم سامراء.
أسابيع بعد غزوة الموصل، قام تنظيم داعش في أوائل آب 2014 باحتلال سد الموصل (40 كلم شمال غرب المدينة) والتوجه شرقاً، وصولاً لحوالي 40 كلم من أربيل. تمّ هذا الأمر بشكل مريب بعد انسحاب البشمركة من دون مقاومة، وبدلاً من ذلك، دخلت البشمركة إلى كركوك بحجة حمايتها من داعش. ترافق ذلك بالهجوم على سنجار (غرب الموصل) وقيام داعش بمجازر مروِّعة وسبي بحق الآيزيديين.
الإعلام المُركَّز أبرز بشكل مكثف مروحة متكاملة من الأجواء خلال أيام قليلة: تهديد أربيل عاصمة إقليم كردستان، مخاطر احتلال داعش لآبار النفط في كركوك، احتمال تدمير سد الموصل، اقتراب داعش من الحدود الإيرانية، الحالات الإنسانية من ذبح، تهجير، سبي، ومجاعة. كانت صور الآيزيديين المحاصرين على جبل سنجار أكثرها تأثيراً وتأجيجاً للمشاعر. ثم أعدم داعش صحافياً أميركياً ذبحاً، وصدرت عن داعش تهديدات ضد حكام السعودية والبحرين والكويت "المرتدّين" وكل من يضع يده بيد أميركا.
هكذا، بسحر ساحر إعلامي، وبفضل هذه "العاصفة الكاملة" (شكراً داعش): أحداث متناسقة، تهويل بالأسوأ، حالات إنسانية تدمي القلوب وتهجير مئات الآلاف… أنجزت الولايات المتحدة الكثير:
1. استصدار سريع لقرار بالإجماع من مجلس الأمن تحت الفصل السابع لمحاربة داعش. تلت ذلك الدعوة لتشكيل حلف دولي لمحاربة الإرهاب، وإعادة تجميع من كانوا في السابق "مجموعة أصدقاء سوريا" ضمن هذا الحلف الجديد.
2. الدول الخليجية التي وَصَّفت داعش في البداية بـ"الثوار السنة" ضد "الاضطهاد الشيعي"، أعطيت صك براءة… فالمرحلة المقبلة تستوجب توصيف داعش بـ"الإرهاب" والانغماس في "تحجيمها".
3. تم ابتكار ضحايا جدد لداعش غير عشرات الآلاف من ضحاياهم في سوريا والعراق: أعضاء الحلف الدولي المستحدث لـ"مجموعة أصدقاء سوريا".
هذا التظهيرهدفه تمويه الأهداف الفعلية لداعش وأخواتها (جبهة النصرة والتنظيمات المتعددة من مشتقات الإخوان المسلمين):
– مشاغلة ومحاربة القوى المواجهة للولايات المتحدة وإسرائيل وتدمير ما أمكن من قدراتها العسكرية.
– اقتلاع الأقليات، التهجير الجماعي للسكان على أساس الاستقطاب الطائفي السني – الشيعي،
– تدمير البنى التحتية والفوقية والحضارية لتلك الدول كي يسهل تفكيكها، ومستقبلاً: تشكيل وتثبيت البدائل.
4. عودة مظفرة للولايات المتحدة بصورة المخلص الوحيد القادرعلى احتواء "الوحش". هذا أعطاها القدرة على استخدام قواعدها المنتشرة في السعودية، قطر، البحرين، الكويت وتركيا، إضافة إلى الأسطول البحري في المتوسط والخليج بشكل حربي متكامل بوصفها الوصي القادر والعطوف، من دون اعتراض مؤثر من أحد. كانت أيضاً فرصة سانحة لإشراك الحلفاء الخليجيين في مناورات جوية حية. أما هوية الطيارين؟ عدا عن استعراض رائدة إماراتية وأمير سعودي، هل بينهم إسرائيليون ممن تتكامل مهماتهم مع القوات الأميركية؟ مَن يدري… ومَن يسأل؟
الاستعمار يمارس لعبته المفضلة: التفرقة الطائفية والعنصرية
منذ أن دخلت الولايات المتحدة على خط "تحجيم" داعش عبر قيادة "الحلف الدولي لمكافحة الإرهاب" قبل 5 شهور "بطلب من الحكومة العراقية وتفويض من مجلس الأمن"، انشغلت بأمور غير الطلعات الجوية:
1. قامت باتصالات واسعة مع عشائر الأنبار – السنة ودعت وفداً من مشايخهم لزيارة واشنطن، وحثت الحكومة المركزية على الاستجابة لمطالبهم، من دون ترك مناسبة للتأليب ضد "الحشد الشعبي"… هذا بعد أن مهّدت داعش بقتل المئات من عشيرتي "البو نمر" و"البو فهد".
– شيخ عشيرة "البونمر" نعيم الكعود: "الحكومة المركزية تقدم الدعم الكافي للحشد الشعبي من السلاح والعتاد من أسلحة متوسطة وثقيلة، عكس ما تقدّمه للأنبار من السلاح والعتاد الضعيف".
– الشيخ عامرعبد الكريم الفهداوي، من أبرز شيوخ عشيرة البوفهد: "إن عشائر الأنبار، علاوة على السلاح، بحاجة إلى الحصول على دعم مستمر من المؤون أيضاً، وعلى الحكومة المركزية تأمين كافة أشكال الدعم لنا إن كانت تريد انتصار العشائر على داعش".
صرحت الولايات المتحدة الأميركية أنها تقف إلى جانب عشائر الأنبار المقاتلة لـ«داعش» في العراق، وستمدّها بالدعم اللازم، لكن "بشرط موافقة الحكومة العراقية، وأن يمّر ذلك عبرها".
2. دعا 17 عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي وزير الخارجية جون كيري إلى دعم "جهود الحكومة العراقية" لإنشاء محافظة في سهل نينوى، تضم الأشوريين والأقليات المسيحية الأخرى التي تقطن المنطقة… علماً بأن مجلس الوزراء العراقي لم يبحث تلك المسألة من قبل.
3. عدد من السياسيين الشيعة في الجنوب نادوا بإقامة اقليم شيعي في جنوب العراق، وطلبوا من الولايات المتحدة المساعدة في الضغط على الحكومة المركزية لتحقيق ذلك.
4. تعمل الولايات المتحدة مع سلطات إقليم كردستان وقوات البشمركة، بشكل مستقلّ تماماً عن الحكومة المركزية، وإن كانت تغدق التصريحات حول "وحدة العراق".
5. تقف الولايات المتحدة بشدة خلف تشكيل "الحرس الوطني" على مستوى المحافظات. هذا النموذج ناجح في أميركا لأن هناك حكومة وجيشاً فدراليين كاملي الصلاحية في دولة فيها فصل بين الدين والدولة. أما في دولة مثل العراق، حَرَصَ الأميركيون على تفخيخ دستورها بتشكيلة واسعة من النصوص والتشريعات الطائفية، هذا التوجه ليس سوى وصفة للاقتتال الطائفي، وكأن ما حدث في الموصل ليس كافياً لتبيان مخاطر اللامركزية الطائفية!
الأهداف والغايات – المشروع الاستراتيجي
تبشّر الولايات المتحدة بأن الحرب مع الإرهاب ستطول سنوات، وتسعى لتأمين قواعد عسكرية لقواتها المشاركة في تلك الحرب. قواعد لم تستطع (بفضل المقاومة) الحصول عليها من باب الاحتلال المباشر، تسعى الآن لأخذها عبر شباك "داعش".
أما "الخلافة الإسلامية" فهي هدف أساس في المخطط الاستعماري – الصهيوني. هدف تتوق تركيا لتحقيقه، وتأمل إسرائيل عبر مساره، أن تنجح في إضعاف وتدمير ما أمكن من القوى التي منعت توسعها شمالاً: حزب الله وسوريا، بهدف هزيمتهما، ما لم تتمكن من تحقيقة في السابق.
دولة الخلافة الإسلامية المطروحة ليست سوى شريك مُكمِّل لدولة إسرائيل التوراتية. إسرائيل وتركيا نموذجان يجسدان التكامل مع "الحضارة الغربية"، وبالتالي هما شريكان مركزيان في المشروع الاستعماري الغربي – الصهيوني. وكلتاهما تتبنيان العنصرية الطائفية منهجاً وعقيدة، وبالتالي، دولتاهما الموعودتان بينهما عقد "إلهي"، متكاملتان جغرافياً، ولا تضارب مصالح سياسية، حضارية أو اقتصادية في تحقيقهما.
وإيران العصية..
تبقى القطعة التي لم "تركب" بعد في هذا المشروع: إيران.
إيران التي تناسب المشروع الاستراتيجي الطائفي تحتاج لتغييرين جذريين في تركيبتها:
1. تعيد تشكيل اقتصادها ليكون متكاملاً مع الاقتصاد الغربي علمياً، صناعياً، تقنياً وتجارياً … تماما
كما هي تركيبة الاقتصادين الإسرائيلي والتركي.
2. تكون أكثر تجذُّراً وتطرفاً في "شيعيتها" والهدف هو إيصالها بالتدريج إلى هذا التموضع عبر أحداث وحشية متتالية عنوانها الفتنة السنية – الشيعية، تتخللها فترات من "الحوار" الهادف إلى استدراجها لتكون الضلع الثالث في المثلث الطائفي في المنطقة: يهودي – سني – شيعي.
قراءات مقترحة
تركيا وإسرائيل: تكامل استراتيجي / د. أديب الزين – خبرأونلاين 24 تشرين الأول، 2014.
http://www.khabaronline.com/PAD.aspx?Id=4260
أميركا تدعم «الأنباريين»… شرط موافقة العبادي/ جريدة الأخبار – ٢٩ كانون الثاني ٢٠١٥.
http://www.al-akhbar.com/node/224968
ملف الموصل وصفحات الحقيقة/ كاظم الموسوي – جريدة الأخبار 16 شباط 2015.
http://www.al-akhbar.com/node/226172