في إطار التربص القصير المدى الذي تم في جامعة ماربورغ والذي لم يتعد تسعة أيام من 31-3-2014 إلى غاية 8-4-2014، تم التركيز على مصطلح الحراك الإجتماعي Social Mobility في المجتمعات العربية، ونظراً لأنني أستاذ محاضر في علم الإجتماع بجامعة الجزائر -2- الجزائر، فإنني تناولتُ هذا الموضوع في الفترة التي كان يُجهل فيها هذا المصطلح، أي بداية الثمانينات من القرن الماضي، في العالم العربي بإنتاج كتاب، عنوانه: كيف يتحرك المجتمع؟… خلا بعض الدراسات التي قام بها المركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية بمصر، أو بعض البحوث في إطار الدراسات العمالية في البلد نفسه.. وباستثناء أحد الطلبة الجزائريين في الدراسات العليا بجامعة ستراسبورغ بفرنسا المتمرسين، فإنه لم تكن لدينا أي فكرة عن البحث في هذا الموضوع في أي بلد عربي آخر..
و نظراً، لأن الجزائر تحتل الجزء الأهم من هذا البحث، فإنني اخترت أن أكتب عن ظواهر التهميش والفقر والإقصاء التي يعاني منها الشباب الجزائري في بداية هذا القرن أي القرن 21 م..
الاختلالات في الحراك الإجتماعي:
فقد تناولت الشبكة الإجتماعية والعائلية التي بدأت في التمزق قبل أحداث أكتوبر 1988 م، والمعاناة التي كان يعيشها الشباب المهمش المنحدر من الفئات الإجتماعية المحرومة في المدن الكبرى والداخلية والأحياء الشعبية والقصديرية بين الواقع المزري والطموح الذي ربته في نفسه إيديولوجيا المساواة الإجتماعية، والثقافة المضادة التي تبحث عن غياب مؤسسات الدولة التام كفاعلة في الحياة الإجتماعية، فالدولة الضعيفة في مجتمع متخلف، أو الدولة القوية التي تخدم الأقلية يشكلان سويا ممرا مختصرا لبؤس متصاعد للأمة، ومن هنا يعلن امحمد بوخبزة – رحمه الله – بأن دولة الأشخاص الأكثر رداءة هي في حد ذاتها دولة رديئة، ولا تكون إلا في خدمة هؤلاء الأشخاص، وهذا أدى إلى تراكم الأحقاد التي أصابت الجسم الإجتماعي.
( أنظر: Boukhobza (M ‘): Octobre 1988, evolution ou rupture… 1991 )
*الإرهاب والحراك:
أما الإرهاب الإجرامي، وهو السمة الغالبة قي نهاية القرن العشرين في الجزائر، أي ابتداء من 1991 م، بعد توقيف المسار الإنتخابي إلى غاية 2000 م، أي بداية القرن 21م من خلال تشريح المأساة الجزائرية، فقد حلل الكاتب بن الشيخ الاندفاع الإجرامي لفئات من الشباب وبين أن الأسباب الحقيقية الكامنة وراءه تتمثل في إضعاف الرقابة الإجتماعية التي تنظم البناء الإجتماعي، وغياب الكلمة لمدة تزيد عن 30 سنة، من الصمت والقهر والإذلال، رغم أن هذا المجتمع ورث ثورة من أهم الثورات في هذا القرن، وقد حذرمن رؤية الإجرام بطريقة فردانية، بل لا بد من وضعه في سياقه العام، أي أنه إجرام جماعي حسب تحديد غوستاف لو بون Gustave le Bon، أي تأثير القنوات – الإجتماعية النفسية في التلاعب بالعقول من خلال دور القادة les meneurs الذين يستغلون جهل الحشودles foules ، وعفويتها وعدم تنظيمها وقلة حيلتها وعنفها وسلبيتها في الاستجابة للتعقل فهي لا تحسن إلا الهدم، أي الإجهاز على المدنية والمدينة، عن طريق السلطة والنفوذ والتطرف، وما يحسنه القادة هو استعمال الألفاظ والجمل والصور التي لها قوة سحرية ترتبط بالخيال الجمعي، ومن ثم فالحشود تفضل الوهم على الحقيقة، حيث يصبح التعصب بمعاييرها الخاصة أحد الفضائل..
( أنظر:"Bencheikh. F: " Du terrorisme”1995 )
* قامت آمال قاسمي بدراسة مقارنة بين رسامي الكاريكاتور، لكل من ديلام: جريدة liberté –Dilem ، والخبر: أيوب ) حيث تحصلت من خلال تحليل المحتوى على المعلومات التالية: –
*لقد استهدف الإرهاب الفئات الإجتماعية التالية:-
* بين 1990-1995: الشرطة – الجيش – الدرك الوطني.
*بين 1996-1998: موظفون في الحكومة – سياسيون – صحافيون – مثقفون – أساتذة جامعيون ( نخبة المجتمع ).
*بين 1999-2002: الفئات الإجتماعية المختلفة، بدون استثناء، خاصة الفئات الإجتماعية في الأرياف وضواحي المدن…
( أنظر: آمال قاسمي 2013 )
دور العائلة:
أصبحت العائلة الجزائرية ضحية ثلاثة أبعاد من الإغتراب: – البعد القطري – البعد الحضاري – البعد العالمي.
فنتيجة للتجزئة والتفكيك الذي عانت منه أثناء المأساة الوطنية وهو ما وقع لها في ظل الاحتلال الفرنسي، ومن خلال هجوم مركز على المرأة والرجل باستهدافهما كموضوع "comme un objet" أدى ذلك إلى تفشي ظاهرة الانحراف، والجنوح الذي مس المجتمع في عمقه، وخاصة المرأة ككائن إنساني له قيمته واعتباره الإجتماعي، أي أنه لا يهدف إلى إذلالها كامرأة، وإنما كبنت للمجموعة الإجتماعية، كزوجة مسؤولة في البيت أو العمل أو كمربية أجيال.
التميز اللساني للشباب:
الشباب يستعمل لغة لا يفهمها الكبار وينكرونها، لكنها بالمقابل تعبر عن حاجة في التعامل مع الحياة اليومية وبالتوافق مع المتغيرات التي تحدث في عالم الاتصال.. إنه فضاء جديد للتميز والبحث عن الاعتبار الإجتماعي ودليل للهوية code idenditaire ، فالشباب ينتج قيمه ومعاييره الخاصة، تعبر عن رفضه لما يسوق في المجتمع وتمرده عليه، فلا الخطب العاطفية تغريه، بل يبتكر مصطلحات مختلفة ومزج رهيب في اللغة، وقد يكون ذلك تعبير عن طموحه في الوصول إلى لغة اتصال تعبر عن ثقافة المواجهة تجاه الغرب، أو لتجنب البوح بأسرار في الوسط العائلي أو الجيران أو الحي، وفي اماكن تبتعد عن أعين الرقابة السلطوية.
فكما علمنا برورديو " Bourdieu. P." إن من يتكلم ليست الكلمة أو الخطاب، وإنما الشخصية الاجتماعية، هذه المصطلحات ماهي إلا تعبير عن حالة القلق والاضطراب التي يعيشها الشباب باعتبارهم جزء من المجتمع المتصدع، لغة خليط من العربية والفرنسية والأمازيغية والإسبانية والتركية والإيطالية والمالطية واليوغوسلافية.. أي كل لغات البحر الأبيض المتوسط، فهو لا يبحث عن هوية وإنما عن وجود تنافسي تجاه الآخر. هذا الفضاء اللغوي تعبير عن الاغتراب وأحلام العالم العجيب المفتوح الذي لا حدود ولا ضوابط له، ينسيه آلامه وأحزانه.
ظهرت الجماعات التي تتسم باللاتمايز أو نقول عنها الهجينة والتي تنتج ظواهر خطيرة تتمثل في الانحراف، فالتربية الدينية الصحيحة – كما سنعرف لاحقاً – غائبة أو مغيبة في المدارس الرسمية، ولا تطرح إلا موضوعات هامشية لا تؤثر في التلميذ المتمدرس، أما الارتداد إلى الأمية، فهي ظاهرة خطيرة، بدأت تظهر مع تأزم الأوضاع الإجتماعية ومنه ظهرت كما سنبين عند الكاتب "علي الكنز" آثار سلبية أثرت على المجتمع برمته..
الظواهر الإنحرافية:
لابد ألا ننسى أن تعاطي المخدرات انتشر بشكل مريع في الثانويات والجامعات (أنظر: مصطفى عشوي – 1995 م).
أما ظاهرة التسول التي انتشرت تعبر أيضاً عن الانحراف سواء تلك الجماعية التي تعرفها الجزائر (بني عداس)، التي تشبه الغجر أو الروم الآتين من رومانيا في ألمانيا وغيرها من البلاد الأوروبية، الذين يشكلون عصابات منظمة… أو المتسولين الفرادى، الذين امتهنوا التسول للحاجة إلى البقاء، من هؤلاء الأطفال غير الشرعيين، أو الوالدين المطلقين، دون سكن قار، أو الفارين من خطر الإرهاب…
*أهم مشكلة معوقة للحراك الإجتماعي، فهي ظاهرة الهجرة غير الشرعية "الحراقة" أو قوارب الموت، فهي فئات ينحصر عمرها بين 16-23 سنة، تقطن بالأحياء الشعبية والقصديرية، وبالولايات الكثيفة السكان، وبالسواحل، هؤلاء لهم أفراد من العائلة وأصدقاء بالخارج وعدوهم بمد يد المساعدة لتهجيرهم ولو بطريقة غير شرعية، كما أن لهم أصدقاء موظفون في الباخرة أو الميناء يساعدونهم في هذه العملية المتسمة بالمخاطر، مستواهم الدراسي في أغلب الأحيان متواضع، بل يوجد شباب جامعي يلجأ إلى هذا النوع من الهجرة هروباً من الخدمة الوطنية، أو إتمام صفقة ما بعد – التربص.
وقد كلفت بعض الطلبة بالقيام بهذه الدراسة في سنتين متباعدتين نسبيا ً (2000-2011) لكنني تفاجأت بأن نفس الأسباب والأحداث والنتائج كامنة وراء هذه العملية، فالأسباب ترجع دائماً إلى الظروف الإجتماعية القاسية، والحلم في مجتمع الملائكة (المجتمع الأوروبي)، والأحداث تتمثل دائماً في ظواهر كارثية (الغرق في البحر، اغتيال في نقطة الذهاب أو الوصول، وهناك من رمي به في البحر، من تعرض لللتحرش الجنسي..الخ)، أما من حيث النتائج فقد أدمجوا في الرقيق الأبيض داخل العصابات المنظمة التي تتجار بهم عن طريق وسطاء من الجزائر، ومن نجح في العبور، فإنه لا يتوفر على أوراق ثبوتية ورسمية..و يطمئن نفسه بأن ذلك ممكن مع تقادم الزمن.
اليأس الإجتماعي يتمثل في بروز ظاهرة الإنتحار، التي ترجع إلى التفكك الأسري، والمشاكل العائلية، والقلق الوجودي، والإقصاء والتهميش، وكل ما ذكر سابقاً. المدينة مجال واسع للحراك الإجتماعي، لكن الضعف يظهر في أنها تختل فيها المعايير، كما يحدد ذلك عالم الإجتماع المشهور "إيميل دوركهايم" E. Durkheim “ خاصة في مرحلة الأزمات، فحالات الانتحار ما زالت تزداد يوماً بعد يوم في مدننا الكبرى كالعاصمة وقسنطينة وبجاية وتيزي وزو وبدرجة أقل عنابة ووهران، وخاصة في المجال الحضري الذي يتوسط هاته المدن، الذي يتمثل في كثرة الفنادق والتنقل والحركة، هم من الأحياء الشعبية المجاورة للمركز… أو من مناطق العبور التي تعاني من اتساع المسافة الإجتماعية بين الأشخاص، تؤدي كلها إلى ارتفاع مذهل في تهيئتهم للإقدام على الانتحار…(أنظر: تكفي كلثوم "الإنتحارفي المجتمع الجزائري "1996).
التدين ووتائر الحراك الأحادي:
أما على الكنز، يؤكد لنا على صبغة أخرى من هذا الحراك الإجتماعي، وهو ارتباطه بظاهرة "التدين الحضري" التي سيطرت على الحقل الإجتماعي والثقافي في غياب التجارب السياسية الناجحة في تنظيم المجتمع الجزائري: "الاقتصاد كالمجتمع، والماضي كالمستقبل حدث فيهما انقلاب كبير (…) مما أدى إلى الملجأ الأخير وهو الدين "لذلك فمجموع النسق الرمزي هو الذي يمكننا من تأويل المجتمع الجزائري..
وكما اشار "طارق حقي" في محاضرة بجامعة أكسفورد (2003)، فإن "علي الكنز" يرى نفس الرأي، أن الحركة الوهابية، قد أعادت ترتيب المذاهب، وهدمت الروابط الإجتماعية التي نُسجت في قرون من التعايش، وهذا ما أسسه الخلفاء الراشدون أو غيرهم من الخلفاء الذين تعاملوا مع الحضارات المجاورة بروح إسلامية متسامحة… يقول أن الصراعات المدنية، أي التعارض بين الأشخاص، أصبحت جارية في العمارة، في المسجد، حيث تزداد كثرة، قد تكون حركة أو تصرف ما، أو كلمة أو طريقة اللباس، أو الهيئة..الخ ".
وفي الجزائر أخذت شكلاً موسعاً وخطيراً إذ غطت كل سجل في الحياة الإجتماعية: السلوك الغذائي، اللباس، المسائل الخاصة.. بل أخذ السلوك الفردي إلى التعرض إلى الثنائية الصارمة: المسموح – المحظور، بإضفاء الطابع المقدس عليه.. ثم برز تدخل طوائف سياسية ومدنية، لغاية الشعائر المحلية مثل: الجنازة أو الفرح، وكذا التدخل في النسق التربوي لغاية تحريم الفنون ووسائل الترفيه الأخرى، أصبح كل أمر قابل للنقاش وإعادة التأويل، وبالتالي أدت الخلافات إلى العنف المدني.. تدنيس المقابر والأضرحة التي تتعارض مع العقيدة الوهابية، وحتى الشهداء لم يسلموا من ذلك، إلغاء كلمة "صباح الخير" – على اعتبار أن "الكفار" هم الذين يقولونها – ..الخ، وهذه النمذجة التي امتدت من الخليج إلى المحيط، انتشرت كمظهر من مظاهر التثاقفacculturation، وألغت نمط الحياة الذي يعطي لكل قطر خصوصيته التاريخية والثقافية..
أصبح هذا العائق السوسيولوجي للحراك الإجتماعي، يتمثل في تأثير الخطب الملتهبة "خطب الجمعة " خاصة، التي تعمل دون هوادة لإعادة تنميط الشعائر الدينية، بل امتدت حتى إلى معايير السلوك: الأخلاق – الجانب الجمالي – الممارسات الإقتصادية – الإجتماعية، والسياسية، التي تنظم حياة المجتمعات والأفراد..لكي تكون نموذجاً واحداً وموحداً.
أصبحت "خطبة الجمعة " للإمام أكثر إقناعاً، بالمقارنة مع خطاب الرجل السياسي، لأن الأول يُعتبر "مخلصاً"، بينما الثاني يُعتبر "منافقاً".. ما أصبحت "السوق العالمية" للفتاوى من خلال وسائل الاتصال (التلفزيون، الأنترنت)، هي العامل المساعد على عولمة النظام الوهابي، وطريقته في التعامل مع الأحداث… فالبورصة العالمية للقيم المالية، والتي تسمح لكل شخص أن ينتقي الأسهم التي يستثمر فيها، هي نفسها بالنسبة للفتاوى التي تسمح لكل شخص أو جماعة أن يختار تلك المناسبة له.
الوهابية تعطي أهمية " للدنيا " من خلال الممارسات والمعاملات، ولا تعتني بالجانب الروحي إلا قليلاً، بالشعائر فقط يُقيم السلوك السليم !إنها تعفي الضمير من التفكير، بل تعتبر التصوف انحراف ورفه للخاصة (أي النخبة)!
عنصر مهم يذكره "على الكنز"، وهو أن الوهابية مثل البروتستانتية، كما حددها ماكس فيبر Max Weber ، تتجه إلى الدنيوي كهندسة إجتماعية، بنسق معياري يؤطر عدد لا نهائي من الممارسات الفردية في المجتمع؛ لكن الفرق، هو أن البروتستانتية تتعامل مع الاقتصاد بالروح الفردية وبفكرة المقاولة العقلانية التي تخضع للقيمة الإستعماليةو التبادلية، بالربح الذي تجنيه من ذلك..بينما الوهابية تتعامل مع "الأسفل" أي الاستثمار من خلال "الجماهير الواسعة" أي الأمة الإسلامية التي فشلت فيها تجربة الدولة- الأمة بعد الإستقلال، في النظام الجديد.
الوهابية الجديدة، على غير ما يعتقد البعض قد اندمجت في النظام الرأسمالي، وفي التكنولوجيا، والإعلام الآلي والعمران… لكن بصرامة متناهية حين يتعلق الأمربالمراقبة الأخلاقية.. ( Elkenz.A: colloque..24 Mai 2010 ).
تعرض أيضاً روائيون كبار لمظاهر الأزمة وأثرها في الحراك من خلال رواياتهم (يُذكر: الأعرج واسيني، مرزاق بقطاش، محمد ساري..الخ).. (أنظر ف.فاطمة دروش 2013).
رأس المال الثقافي وتغير الأجيال :
هذه التعددية كانت ممارسة أثناء الاحتلال، واختارت الجزائر الحزب الواحد (ج.ت.و ) كحل، لكنها واجهت بحدة التعدد الثقافي والإثني والإجتماعي (أنظر:Jorge Bula1990)مما اضطرها إلى فتح المجال أمام التعددية الحزبية.
وجد النظام القائم صعوبات في إعادة إنتاجه..حيث برزت مرحلة انتقالية تتداخل فيها سلسلسة من المصالح المتناقضة طبقياً، جماعات دينية وإثنية ( ما حدث أخيراً في غرداية 2014 )، وبروز أساليب جديدة لإرضاء الحاجات حيث تعمل كل مجموعة على إدخالها إلى المجتمع.
هذه المجموعات يمكن حصرها فيما يلي: –
· المجموعات المتضررة من التغيير الحاصل من الداخل أو الخارج الذي يستخدم جماعات أخرى من الداخل للتأثير.
· المجموعات الثورية التي تعمل على قلب النظام، والبحث عن برنامج موازي.
· جماعات مهمشة تتحرك دون تقديم المشروع البديل.
· المجموعات التي تعيق وتمنع أي تعديل، وتسعى بالإبقاء على الوضع كما هو.
نماذج للحراك الإجتماعي من خلال بعض البحوث:
المعوقات في البحث العلمي:
يمكن تلخيص معوقات الحراك بما يلي:-
· نمط اقتصاد الريع، حيث الاعتماد على الخبرة الأجنبية، وتهميش الطلب المحلي على المعرفة.
· الهرمية البيروقراطية المفرطة في مؤسسات البحث العلمي.
· انخفاض عدد المؤهلين في البحث العلمي.
· ارتباط البحث بالأشخاص وليس بالمؤسسات الاستراتيجية.
· هجرة الكفاءات إلى الخارج.
· تخلف في أنظمة المعلومات الحديثة (غائبة أو ضعيفة).
· غياب مراكز البحث الفعالة، وعدم وجود المدن التكنولوجية.
· ضعف مشاركة المسؤولين في اقتراح البحوث العلمية، في قطاعات مختلفة..
( أنظر: شهرزاد زغيب، وفاء تنقوت 2013 ).
المسألة اللغوية والحراك:
لا شك أن المسألة اللغوية أدت دوراً لا يُستهان به، في التمايز الإجتماعي داخل المجتمع، بل أنشأت صراعات كبيرة، أدت إلى إعاقة التطور الإجتماعي للبعض، والسماح للبعض بأن يخترق مستويات التراتب الإجتماعي، لا عن كفاءة، ولكن بامتلاك اللغة الفرنسية بالتحديد، ويمكن تلخيص ذلك بما يلي: –
· تولي مسؤوليات التوظيف أصبحت حكراً على كبار السن، ومحدودي الكفاءة العلمية الذين يُبدون مقاومة شديدة ضد أي تغيير، أثبت الواقع العملي انتماءهم إلى دائرة المفرنسين.
· صراع الأجيال، حيث يُتهم الجيل الجديد بعدم الكفاءة، على أساس اللغة المستعملة في التسيير (العربية)، مع أن الجيل القديم لا يفقه في التسير الحديث Management إلا الشيء القليل، وهذا يظهر حرص هاته الإطارات على تعزيزمواقع نفوذهم باستعمال اللغة الفرنسية.
· الصراع اللغوي، أدى إلى العطالة، ونقص في فعالية وكفاءة الأداء.
( أنظر: بولرباح عسالي 2013 ).
ازدواجية النخبة الإعلامية :
الإزدواجية ليست وليدة الاستقلال، ولا أثر لها في المرحلة التركية (1516- 1830 )، وإنمااحتلت عملية التعليم والتكوين الاجتماعي موقعاً هاماً في السياسة الفرنسية منذ الاحتلال 1830 م.
المدرسة الفرنسية التي أعدها Jules Ferryساهمت في نشر الثقافة والقيم الفرنسية بين الجزائريين، لقد اعتمدت فرنسا على النخب المثقفة قبل 1954 والتي تكونت في مدارسها فيقول أن ¾ الجزائريين المتعلمين كانوا من ذوي الثقافة الفرنسية جزئياً أو كلياً………Guy Perville – 1997 )).
لم ترغب فرنسا من تكوين الجزائريين، إنتاج مثقفين كبار، بقدر ما كان الغرض إنتاج مثقفين متوسطي التكوين والآفاق يتوسطون بين الإدارة الإحتلالية والأهالي.
هنا أيضاً يحتل الصدام بين الثقافتين (الفرنسية – العربية) دوراً مهماً في تعطيل حركية المجتمع،فالنخبة الإعلامية وهي نخبة مثقفة، اختلفت في المشروع الحضاري للمجتمع من خلال جزئيات مثل: اللغة والدين والتقاليد والتاريخ… الخ حيث تنظر نخبة جريدة الوطن إلى الدين على أنه أحد الرموز المشكلة للضمير الجمعي، ولكن ينبغي اعتماد اللائكية، أي فصل الدين عن السياسة، وبالتالي بناء دولة وحضارة عصرية تضمن توحيد وتطوير واستمرارية المجتمع ؛بينما المشروع الثاني للنخبة المعربة، من خلال جريدة الشروق، تتمسك بفكرة الاحتفاظ بكيان منفصل عن فرنسا، والحفاظ على المقومات والقيم الوطنية،و ترفض الانصهار في الغرب.
عوض أن يساهم هؤلاء كما أكد – علي الكنز – في ترتيب البيت الثقافي وتحقيق الوحدة العضوية والانسجام في المجتمع، فإنهم فضلوا: "الهروب والانسلاخ عن مجتمعهم (..) حيث التجأ البعض إلى أبطال شرق أوسطيين، بحثاً عن طرق وقيم تمكنهم من فرض أنفسهم في الحقل الثقافي الجزائري، والآخرون راحوا يستمدون مرجعيتهم من التراث الثقافي لفرنسا وقيمها فلم يستطيعوا التغلغل داخل الوعي الوطني الجزائري.
هما نظرتان متناقضتان لا ثلث لهما في التصور حول كيفية بناء الدولة وتأسيس المجتمع، وأن قدر الجزائر يبقى في خانة الاستثناء (قريد جمال: 2007 )،(أنظر أم الخير تومي: 2013 ) .
النخبة الجامعية من خلال الصحافة الإلكترونية والأنترنت:
إن فئة الشباب أصبحت الأقدر على التعامل مع معطيات التكنولوجيا الحديثة، وعلى تبني الأفكار والوسائل الإعلامية المستحدثة ونشرها، وهذا بحد ذاته يعتبر خطوة في الحراك بين الأجيالعلى مستوى الذكور والإناث، لإعداد البحوث والحصول على المعلومات والبيانات من المواقع المتنوعة ومن المنتديات (58.50%) أما البعض الآخر فقد اختار الأنترنت بسهولة ويسر لينقل المعلومات ( 22.73 %) من عدد المبحوثين الكلي.
لكن ما يُلاحظ أن الإدمان قد ينقلب إلى جانب سلبي، وتحدث اضطرابات نفسية وعضوية: قلق في النوم والصداع والألم، وقد تكون سبباً في الإحباط والكسل والفشل الإجتماعي وتراجع المستوى العلمي والدراسي.. بل أصبح الإدمان على الألعاب، والاتصال الهاتفي والدردشة والتسلية الزائدة لساعات متأخرة من الليل إلى جانب المواقع الإباحية التي تُثير الغريزة الجنسية! هذا أدى إلى نتائج تشل وتائر الحراك، منها عدم الوعي بما يقوم به الشاب، والعنف، وتعاطي المخدرات والخمور، والعلاقات غير الشرعية، والتحرش الجنسي..الخ.
( أنظر: محمد الفاتح حمدي: 2013 ).
الحراك المهني – الجيلي:
لقد تناولت في الكتاب المذكور سابقاً "كيف يتحرك المجتمع؟" عينة من العمال في مؤسسة صناعية جزائرية بمدينة وسطى "سعيدة" سنة 1981، وقمت بدراسة أخرى سنة 1985 في مجتمع مختلف نصف – بدوي في منطقة "عسلة" قرب عين الصفراء، في الجنوب الغربي الجزائري..
*في 1981 م، لاحظت بصورة عامة أن وتائر الحراك بطيئة لدى بنات العمال، عن أبناء العمال، نظراً إلى الصعوبات في إدماج البنت في سوق العمل، بالإضافة إلى القيود الإجتماعية المفروضة على عمل البنت.. كما لاحظت أن الترقية المهنية للعمال أنفسهم لا تسير وفق الإستحقاق أو الجدية في العمل، وإنما وفق العلاقات الزبائنية التي تربط العمال بالإدارة، والعلاقات القرابية التي تؤدي الدور المهيمن.
أما عن الحراك بين الأجيال، فليست هناك مؤشرات واضحة للتغير، إلا المستوى التعليمي بين الأبناء والآباء، حيث يظهر الفارق واضحاً، نظراً للأصول الزراعية للعمال الذين لم يستفيدوا من خدمة التعليم الرسمي، أما أبناؤهم فهم أحسن حظاً..لذلك فإن آمال العمال هو أن يصبح أبناؤهم من ذوي المهن الحرة: أطباء – مهندسين – أساتذة جامعيين – محامين كبار…الخ، التي تمنحهم اعتباراً اجتماعياً في المجتمع.
*أما الدراسة الثانية 1985 م، فقد بينت مختلف التناقضات التي يعيشها العالم نصف – البدوي، في قرية لم تشهد تحضراً إلا في الفترة الأخيرة، فالثورة الزراعية التي دشنها الرئيس هواري بومدين في مرحلتها الثالثة، لم تؤد إلا إلى دور ثانوي في تحسين وضعية البدو، أو نصف – البدو، حيث لم تتماشى مع وتائر الحراك المرجوة، حيث ازداد الفقراء فقراً، والأغنياء غنى (خاصة الموالين الكبار).. وكان العامل الإقتصادي – الثقافي هو الكابح لهذ الوضعية، بإدخال الاستفادة من رؤوس الماشية، بدون تحريك لأصول رأس المال، كما يؤكد – دو سوتو -، وبدون الاهتمام بما هو كاف بثقافة هؤلاء، وبطريقة حياتهم.. لذلك رأى هؤلاء أن إدخال أبنائهم إلى المدرسة الرسمية أو المدرسة القرآنية هو الملاذ الوحيد الذي يمكنهم من إنقاذ أبنائهم من حياة القهر والغبن التي يعيشونها..
* الباحث عمر دراس، قام بدراسة للحراك في السنوات التالية: 1990-1998-2004-2005فقد أخذ عينة ممثلة، في وهران بالجزائر، وتوصل إلى 18 فئة مهنية في البحث الأول ويبدو أنه كان يستطيع تقليص الفئات المهنية – الإجتماعية إلى عدد أقل، وهذا ما قمت به في تجربتي حول الحراك المهني..
المهم! النتائج التي توصل إليها الباحث قيمة، لا يمكن التغاضي عنها، خاصة أنه تناول الفئات التالية: – الأجراء، الأكثر من 40 سنة ولديهم خبرة 20 سنة في العمل – المرأة العاملة – الطلبة الجامعيون…على مدار السنوات المذكورة.
لقد قام بقياس الحراك الإجتماعي، واكتشف أن المجتمع الجزائري شهد انقلابات بنيوية، أدت إلى ولادة طبقتين اجتماعيتين متمايزتين هما: – حديثي النعمة والمعوزين (الطبقات المتوسطة وعالم الأجراء).
وأن الأزمة الإقتصادية بعد 1990، قد سببت في إبطاء الحراك الإجتماعي، ولكنه اعتمد على مختلف المسارات المهنية لنفس الجيل في المؤسسة، والتي أخذت تُقدم أجوراً مميزة وأخذت في تطوير جديد للمسار المهني.
اعتمد الباحث على عملية التصنيف الآتية: – الحراك البنيوي – الحراك الدائري – المصير – التوظيف.
حيث عوض مصطلح الحراك، مصطلح "العمل الدائم"؛ و"المرونة في المسار"، "الصلابة والاستقرار في العمل"، لكن صيرورة الحراك في المجتمع الجزائري، لا تتبع الصيرورة الأحادية بل لا يستطيع الوصول إلى التراتب الفج، وحتى عدم المساواة الإجتماعية تميل إلى التعقيد حين ندرس ألواح الحراك الإجتماعي، رغم أن المساواة في الحظوظ المدرسية تميل إلى فكرة "الإستحقاق"، وأن الأصل الإجتماعي له ثقل كبير على الوضعية الإجتماعية النهائية.
لكن كثرة الشهادات وتزاحمها وتضخمها لا يؤدي بالضرورة إلى الوضعيات الإجتماعية الجيدة.. وهنا تؤدي الممارسات الإجتماعية والإستراتيجيات العائلية دورها في حظوظ النجاح الإجتماعي غير المتساوي.
أما بخصوص المرأة المشتغلة، فيلاحظ الكاتب أنهن يعانين من آثار سلبية، أي عدم المساواة في الجانب الإجتماعي – المهني، على حسب كفاءتهن وقدراتهن.
هذه المؤسسات الإجتماعية: المؤسسة الصناعية – المدرسة – العائلة، ينبغي البحث فيها لتفسير الحراك، ويتساءل عن أثر ذلك على الشبكة الإجتماعية، التي هي مصدر التوترات الكبرى في ظل تنامي البطالة، لذلك فالأمل في الاحتفاظ بالمنصب أكثر أهمية من البحث عن الترقية.
الحراك المجالي والسكني:
الباحث صفار زيتون مدني، قام بتأطير بحث جماعي حول علاقة الحراك السكني بالحراك الإجتماعي في الجزائر العاصمة، وتم التركيز على العناصر التالية: –
· حسب تحليل بورديو Bourdieu، فإن إبعاد الأفراد في شبكات وفروع تتأسس على "الزبونية"، وانتمائهم إلى مجموعات تمتلك قوة وطاقة في التجنيد الجماعي، يؤدي دوراً مهيمناً أكثر من امتلاك المصادر الإقتصادية.
· الفئة الإجتماعية – المهنية، لا تعتبر حلاً كافياً للبحث في الحراك، حيث أن الحراك السكني، والمجالي يُساهم بطريقة قوية – من خلال التحديد الإحصائي – للأفراد في الفئات المتواجدة سابقاً، ويسمح بتحديد: هل هناك حراك اجتماعي تصاعدي؟
· الطبيعة السكنية للأحواز الخاصة بالجزائر العاصمة (السكنات العادية، الخفية، أو المخفية) لا تسمح بالتحديد الإحصائي إلا من خلال دراسات جزئية! بينما السكنات الموجودة في الأحياء المخططة ذات الأصل العمومي، يمكن تحديدها من خلال معايير الانتقاء الإداري.
· يمكن الوصول إلى الفئات الإجتماعية من خلال البرامج السكنية (السكن الإجتماعي الإيجاري – السكن بالإيجار – البيع (أو ما يسمى بسكنات عدل A A D L ) والسكن الترقوي ).
– الأول، موضوع تحت تصرف السكان الذين لا يملكون إلا مداخيل عائلية ضعيفة (120 أورو / شهرياً).
– الثاني، مخصص للفئات الوسيطة الذين يملكون مداخيل مساوية أو أربع مرات الحد الأدنى للأجور أي ما يقارب 500 أورو.
– الثالث، السكن الترقوي، المخصص للفئات العليا، والذين هم غائبون عن الأحواز العاصمية… نجد ذلك في باينام، والأحياء الراقية.
* ما حدث هو أنه تم بيع الأراضي ومعظمها فلاحية، أصبحت ورشات للبناء، وتم التنازل عنها بطريقة غير شرعية في الفترة التي ظهرت فيها المندوبيات – بعد 1990 – مكان المجلس الشعبي البلدي (A P C)، وذلك لزبائن خارج الجزائر العاصمة.
* ما يميز السوق العقاري والثابت بعد هاته السنة، هو التوزيع غير الرسمي الذي جعل من الجزائر العاصمة فسيفساء لمقاطعات حضرية ملتصقة ببعضها البعض، ولكن دون مبدأ تنظيمي ومنظم حضرياً. فالإختلاط الإجتماعي أصبح يمثل القاعدة، حتى ولو لاحظنا هاته السنوات الأخيرة مظاهر لإعادة الترتيب السكني بفعل ضغط المضاربة.
* التنوع الذي يسم الأحياء هو بين السكنات ذات الطابع الإداري، المشروعة وغير المشروعة التي تجمع شبكة من الزبائن، وبعض المجموعات الفئوية (موظفون – جيش.. الخ)، والأحياء التلقائية ذات الطابع المعماري "الحضري" الضعيف، والتي تجمع بعض الأصول العائلية الكاملة، أو الذين ينحدرون من نفس الدوار..الوضعيات هنا، تبدو متناقضة.
* بجانب الصيرورة التلقائية للحراك، والتي لا يدعمها أي منطق مخطط، ولكن بمنطق متناقض، من خلال البناء الذاتي Auto-constructeurs الذي يخضع للفروع وللشبكات التي تتعامل مع الإدارة وتخضع لقواعد المضاربة التجارية.
* أما الحراك السكني التي تخطط له الدولة، فيتمثل في نقل السكان من وسط العاصمة، أي من الأحياء التقليدية كالقصبة وباب الوادي إلى الأحواز… حيث يُلاحظ أنها تهم الفئات المعوزة، والفئات الوسطى.
* حي "قريدي" في الجزائر العاصمة، وهو بجوار الحي الذي أسكنه، يتميز بأنه أنشيء فقط منذ1980 م، كانت تسيطر عليه فئة الحرفيين والتجار ورؤساء المؤسسات (الشركات)؛ أما في 2003 م، ومن خلال برنامج عدل، تم تجديد السكانمن خلال إعادة البيع التي أخذت أشكالاً مختلفة، وبأسعار مضاربة مهمة لم تقدر عليها إلا النخب من رجال الأعمال، بعد تحرير الإقتصاد الذي تحول إلى" اقتصاد البازار ".
هذا كله يساهم في التشطير الإجتماعي للأحواز في الجزائر العاصمة، من خلال معضلة "المقاطعات" في هذه الأحياء الجديدة التي نُقل إليها السكان، يمتلكون سيارات خاصة، يُساهمون في نضج الحركات التزامنية اليومية (وكذا اختناق المواصلات في أحيان أخرى) يُفرغون مركز العاصمة من الحيوية التي افتقدها الآن.
الخاتمة:
حاولت في هذا التقرير أن أرصد بعض مظاهر الحراك الإجتماعي في الجزائر، على أن أكمل هذه الدراسة الأولية من خلال بعض البحوث الجاهزة في هذا المجال والأكثر عمقاً، وفي مشروع يهم مركز البحث حول الشرق الأوسط والمغرب بالإندراج في موضوع الشباب، والحراك داخل المجتمعات العربية.
المراجع:
*Derras.O: mobilité professionnelle et mobilité sociale en Algérie –présentation de Hadjij.E ; in: revue Insanyat N 41/200 ( crasc – Oran- Algerie )
*El – Kenz: Le monde arabe aujourd’hui–nouvelle polarité, nouvel ordre symbolique ; in revue signe –discours –sociétés – coll: Nantes –Galatasaray- 24 mai 2014 ; France.
*Haggi.T: l’avenir de l’esprit musulman – conférence a Merton Collège- Oxford Université – Jeudi 16/10/2013. Angleterre – 2013.
* قاسمي آمال وآخرون: الجزائر – إشكاليات الواقع ورؤى المستقبل…..A Kacimi
مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت – لبنان – سبتمبر 2013.
*راس مال .ع: كيف يتحرك المجتمع ؟ ديوان المطبوعات الجامعية -..A. *Rasmalالطبعة الثانية الجزائر..1999 م.
* راس مال.ع: التهميش والإقصاء لدى الشباب الجزائري – مداخلة……A. *Rasmal
في الملتقى الدولي للفقر والتفقير – نادي الصنوبر – الجزائر 2000 م.
*Safar. Z. M: mobilité résidentielle et mobilité sociale dans l’agglomération algéroise …projets…EMAM … 16/2008..France.. 2008
الحراك الإجتماعي في المجتمعات العربية-الجزائر نموذجا
133
المقالة السابقة