125
صباح زوين في ديوانها الجديد تقلب الطاولة على الشعر والشعراء وتقطع أنفاس القراء بابتكارات تخطّت العاديّات بتعابيرها وهي تشكل قفزة جديدة في تحديث القصيدة الحرة.
تبدأ ببتر عباراتها كما في عنوان الكتاب "عندما الذاكرة، وعندما عتبات الشمس"
هذا البتر يخفّ أحياناً كلما وجدت نفسها منهكة بكلما وعندما ولمَ ولمْ، او عندما تغيب عن ذاكرتها ما اعتادت عليه من عناوين كتبها "بدءاً من . أو ، ربما" الصادر العام 1987 وعنوان ديوانها الصادر العام 2002 "لأني وكأني ولست". إنها تكره العادي ولو كان من عاديّات تصعب لملمتها درراً من المهملات..
إن حرف الميم في ابجديتنا بأَلِفٍ او بدونها قد تكتب عنه مجلدات يدور حولها الكثير من الشبهات، وقد تكون الشاعرة قد عرفت لعبة هذا الحرف فجربت ان تضيف عليه ما غفل عنه ابن مالك وغيره ولمَ … لا.
اعود الى المضمون وتماهيه برسوم الفنان العريق امين الباشا الذي كمش مقاصد الشاعرة بأسلاك تشكيلية يصعب تحليلها وتُعجزك غرابة ُ ألوانها اذا حاولت ان تجتزئ خاطرة واحدة من خاطرات الكتاب..
/أجنحة رمادية في الهواء، او على قرميد البيت صور وعلى القرميد ذكريات… / ولأن لحظات الأصيل عندما الشمس في دورانها. /
وبعد، ماذا عن أطر النوافذ التي عتّمت على الصور الهاربة في الوهم والاحلام وحبست الأشجار الكبيرة وقزّمتها..
كل ما هو ندي تقوقع ضمن اطار من اطر نوافذها المسورة بخطوط فولاذية لا يقتحمها/ كلام كان وكلام لم يكن/ … / وماذا بعدَ ان يغيب وجهك عن مراياي/ ماذا تراني أفعل بأصدائكَ المحفورة في ثنايا الحيطان والابواب/ .
حتى … / نسيت تنانيري الملونة على عتبة بيتك/ وانت كنت تشبه النسيان لأنك لم تعد/ او لأننا تركنا تلك الابواب لعتمة الغياب / .
لقد استطاعت رسوم الأمين ان تعبر بصدق وأمانة عن مكنونات البوح البعيد في مقاصد الشاعرة، التي استطاعت ان تقيم لها صرحاً جديداً لما يسمى حداثة في القصيدة المنثورة لأن تعابيرها لا تشبه تعابير أحد غيرها ولأن المعميَّ في بعض تراكيبها يسبقه او يليه تفسيرلا يخلّ بمضمونه.
ففي اللوحة الاخيرة إذ تقول /سكون الغياب كسكون مطرح الامس/ إنها عتبات الماضي في زرقة الحنين/ وانها نوافذ الذاكرة/ عندما الزجاج في عتمة المكان/
ولكن ماذا بعد عتمة المكان! هل تحطم الزجاج؟
في الفقرة السابقة نجد التفسير الواضح للفقرة اللاحقة :
/ كانت كثيرة النوافذ/ وكثيرةٌ هي ظلال وجهكَ على الزجاج/ ولماذا انكسر كل ذلك الوقت… /
إذن، اذا اغواك اسلوب الشاعرة لا بد ان تقرأها حرفاً حرفاً وكلمة كلمة حتى لا يضيع عليك معنى من معانيها او رسم من رسوم كتابها.
أخيراً اقول إن اسلوب صباح زوين في ديوانها الجديد يتميز بجديدِ مختلِفِه الذي يبقي لخاطراتها ما ترمز اليه الذاكرة عند عتبات الشمس في فجر وغروب. خاطرات سوداوية لكنها خفيفة الظل، مكثفة الرموز وبعيدة عن الغموض والابتذال.
لويس الحايك
تبدأ ببتر عباراتها كما في عنوان الكتاب "عندما الذاكرة، وعندما عتبات الشمس"
هذا البتر يخفّ أحياناً كلما وجدت نفسها منهكة بكلما وعندما ولمَ ولمْ، او عندما تغيب عن ذاكرتها ما اعتادت عليه من عناوين كتبها "بدءاً من . أو ، ربما" الصادر العام 1987 وعنوان ديوانها الصادر العام 2002 "لأني وكأني ولست". إنها تكره العادي ولو كان من عاديّات تصعب لملمتها درراً من المهملات..
إن حرف الميم في ابجديتنا بأَلِفٍ او بدونها قد تكتب عنه مجلدات يدور حولها الكثير من الشبهات، وقد تكون الشاعرة قد عرفت لعبة هذا الحرف فجربت ان تضيف عليه ما غفل عنه ابن مالك وغيره ولمَ … لا.
اعود الى المضمون وتماهيه برسوم الفنان العريق امين الباشا الذي كمش مقاصد الشاعرة بأسلاك تشكيلية يصعب تحليلها وتُعجزك غرابة ُ ألوانها اذا حاولت ان تجتزئ خاطرة واحدة من خاطرات الكتاب..
/أجنحة رمادية في الهواء، او على قرميد البيت صور وعلى القرميد ذكريات… / ولأن لحظات الأصيل عندما الشمس في دورانها. /
وبعد، ماذا عن أطر النوافذ التي عتّمت على الصور الهاربة في الوهم والاحلام وحبست الأشجار الكبيرة وقزّمتها..
كل ما هو ندي تقوقع ضمن اطار من اطر نوافذها المسورة بخطوط فولاذية لا يقتحمها/ كلام كان وكلام لم يكن/ … / وماذا بعدَ ان يغيب وجهك عن مراياي/ ماذا تراني أفعل بأصدائكَ المحفورة في ثنايا الحيطان والابواب/ .
حتى … / نسيت تنانيري الملونة على عتبة بيتك/ وانت كنت تشبه النسيان لأنك لم تعد/ او لأننا تركنا تلك الابواب لعتمة الغياب / .
لقد استطاعت رسوم الأمين ان تعبر بصدق وأمانة عن مكنونات البوح البعيد في مقاصد الشاعرة، التي استطاعت ان تقيم لها صرحاً جديداً لما يسمى حداثة في القصيدة المنثورة لأن تعابيرها لا تشبه تعابير أحد غيرها ولأن المعميَّ في بعض تراكيبها يسبقه او يليه تفسيرلا يخلّ بمضمونه.
ففي اللوحة الاخيرة إذ تقول /سكون الغياب كسكون مطرح الامس/ إنها عتبات الماضي في زرقة الحنين/ وانها نوافذ الذاكرة/ عندما الزجاج في عتمة المكان/
ولكن ماذا بعد عتمة المكان! هل تحطم الزجاج؟
في الفقرة السابقة نجد التفسير الواضح للفقرة اللاحقة :
/ كانت كثيرة النوافذ/ وكثيرةٌ هي ظلال وجهكَ على الزجاج/ ولماذا انكسر كل ذلك الوقت… /
إذن، اذا اغواك اسلوب الشاعرة لا بد ان تقرأها حرفاً حرفاً وكلمة كلمة حتى لا يضيع عليك معنى من معانيها او رسم من رسوم كتابها.
أخيراً اقول إن اسلوب صباح زوين في ديوانها الجديد يتميز بجديدِ مختلِفِه الذي يبقي لخاطراتها ما ترمز اليه الذاكرة عند عتبات الشمس في فجر وغروب. خاطرات سوداوية لكنها خفيفة الظل، مكثفة الرموز وبعيدة عن الغموض والابتذال.
لويس الحايك