صوت رخيم. إطلالة مميزة. حضور هادئ يخفي وراءه صلابة موقفٍ يندر وجوده.
"مهدور دمه… سيذبح عمَّا قريب". عبارات تهديد وضعت على صفحته على تويتر بسبب موقفه من الحركات التكفيرية والعنصرية، ومواقفه الرافضة لتصرفاتهم من قتل وذبح واغتصاب و"جهاد نكاح" باسم الدين.
تنقَّل بين العديد من المحطات التلفزيونية في الدول العربية والعالم. أعطاها كل ما استطاع، وأخذ منها كل ما اقتنع به. لم يتعود على تقديم تنازلات. لم يضحِّ بمبدأ مقابل مكسب او منصب.
هو الذي ينتهج العمل الصحافي على الطريقة "الغربية" من دون الانجرار وراء السياسة الغربية نفسها. الإعلام، بمنظوره الخاص، هو عرض للاحداث وانعكاس للواقع وليس "لزيادة عدد المشاهدات على حساب الجمهور بغية الكسب المادي واحراز "سكوب" اعلامي".
عن تجربته في الاعلام، يقول الاعلامي امين ابو يحيى ان الصحافة جزء منه، فلقد "تخليت عن سنتين في كلية الهندسة المعمارية مقابل تحقيق الحلم الذي كان يراودني. دخلت كلية الاعلام وتخرجت منها العام 1996 بدرجة ليسانس في الصحافة".
تنقَّل بين العديد من الشبكات الاعلامية ابرزها قناة "الجزيرة" في قطر، و"العربية" في الامارات العربية المتحدة، و"الحرة" في الولايات المتحدة الاميركية حيث تابع دراسته في جامعة جورج واشنطن ونال منها شهادة الماجستير.
اليوم، وبالإضافة إلى عمله في مجال الإعلام المرئي منذ سنوات، كان لا بد من التوجه إلى الإعلام الجديد أو ما يُعرف بــ "وسائل التواصل الإجتماعي"، فهو يقدم محاضرات في هذا المجال لدى العديد من المؤسسات التعليمية. هذا الاعلام "على درجة كبيرة من الخطورة اذا لم نتمكن من فهم تفاصيله، وسبر أغواره. فلقد غيَّر انظمة حكم عديدة، وحلت اخرى مكانها. ان تأثيره بالغ الاهمية خاصة بين الشبان، حيث يُمضون اغلب اوقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها، وهي التي تعتبر من اهم وسائل الاتصال اليوم سواء أكانت على الهاتف المحمول او الكومبيوتر. فالوعي هو الاساس في التعامل معها، حيث يمكن "دس السم في الدسم"، من خلال وضع الاخبار والشائعات التي يصعب احياناً التحقق من جديتها او عدمها".
اضافة الى ما سبق، "انا مذيع ومقدم برامج في قناة "آسيا" الفضائية التي تبث من بيروت. نحن فريق عمل متجانس، يدٌ واحدة وقلب واحد". وعن مدى انتشار مشاهدي هذه القناة، يرى بأن "نسبة المشاهدة العربية مقسومة نصفين تقريباً بين العراق والدول العربية الأخرى. فنحن نعتبر احد اهم القنوات العراقية ومن بين اكثرها مشاهدة ومتابعة".
وعن جديد عمله، يقوم الاعلامي امين ابو يحيى مع فريق عمل بالانكباب على تحضير برنامج جديد يجري العمل على إطلاقه بعد انتهاء الانتخابات العراقية اوآخر شهر نيسان/ابريل يتناول فيه الشأن اللبناني وتطوراته الاسبوعية. وعن الاسباب التي دفعت بالقناة لإطلاق برنامج خاص بلبنان، يقول "هناك العديد من الاسباب اهمها اننا بحاجة الى برنامج يحاكي الواقع اللبناني الذي نعيش فيه، خصوصاً مع اقتراب العديد من الاستحقاقات اهمها الانتخابات الرئاسية المتوقع اجراؤها قبل 25 ايار/مايو 2014، والانتخابات النيابية في ايلول/سبتمبر المقبل، كما ان الساحة اللبنانية كغيرها تتأثر بالتطورات السياسية للمنطقة ككل وتحديداً السورية منها خصوصاً مع وجود العديد من الاستحقاقات الاقليمية ايضاً كالانتخابات الرئاسية السورية، والانتخابات الرئاسية المصرية وغيرها من المحطات السياسية المهمة. كما أرى ان العديد من البرامج السياسية المحلية اللبنانية تتجه الى "الاثارة" اكثر منها الى تقديم المعلومة التي تفيد المتابعين. بالنسبة للكثير من المقدمين، إن ارتفاع نسبة المشاهدة عبر "خلق جو مشحون" هو الاساس، اذ ينعكس ذلك على الصعيد المادي بحيث سيحصد البرنامج الكثير من الاعلانات والدعاية بسبب هذه النسبة المرتفعة من المتابعين".
وما يزيد من الاصرار على إنجاح هذا البرنامج، هو سعي العديد من المحطات "الى استضافة الارهابيين على اساس انهم من الرأي الآخر. هذا عمل مرفوض وغير مهني. ان البرامج التلفزيونية هي لعرض الآراء السياسية لجميع الفرقاء وهذا حق مشروع، اما المجيء بأشخاص تبين بعد ذلك وعبر مذكرات توقيف قضائية بأنهم متورطون بجرائم ضد الدولة وأمنها، فهذا امر غير مقبول نهائياً. على وسائل الإعلام ان تتحلى بالاخلاق المهنية وتحترم عقول المشاهدين".
– يجب ان نعي مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي
– بعض البرامج هي لرفع البزنس الاعلامي عبر نسبة المشاهدة العالية.
أمين أبو يحيى: “استضافة الإرهابيين ليست ضمن الرأي الآخر”
93
المقالة السابقة