تحولات في عيدها الأربعين: مقاومة ثقافية ضد الإرهاب
وسط حضور ثقافي وإعلامي لبناني وعربي مميز جاوز 700 شخص، أقيم في قاعة انطوان حرب في قصر الاونيسكو، احتفال لمناسبة مرور اربعين عاماً على صدور مجلة "تحولات"، برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي، بحضور النواب سليمان فرنجية ممثلاً بفيرا يمين، فادي الأعور، علي فياض، سليم كرم ممثلاً بريتا كرم وماريا سعادة من مجلس الشعب السوري. والنواب السابقين أنطوان خليل، غسان مطر، نجاح واكيم، بشارة مرهج، أعضاء المجلس السياسي في "حزب الله" غالب أبو زينب، حسين رحال.
وحضر كذلك رئيس الحزب السوي القومي الإجتماعي وزير المصالحة الوطنية في سورية الدكتور علي حيدر ممثلاً بطارق الأعور، رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق محمود عبد الخالق، رئيسا الحزب السوري القومي الإجتماعي السابقان يوسف الأشقر ومسعد حجل، نقيبا الصحافة محمد البعلبكي، والمحررين الياس عون، رئيس ملتقى حوار الاديان الشيخ حسن شحادة، سليمان الصايغ ممثل رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، العميد الياس فرحات، العميد أمين حطيط، الدكتور حسن جوني، رئيس تجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور.
كريمتا الزعيم انطون سعاده الدكتورة صفية وأليسار سعاده، أمين عام الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بيتر الأشقر، الشيخ مصطفى ملص، رياض صوما، نديم علاء الدين، علي غريب، سايد فرنجية، الدكتور ناصيف نصار، الدكتور معين حداد، والسيدة ليلى أنعام رعد، الفنانة بادية حسن، والسيدة جوهرة شاهين، المحامي صباح قبرصي، حافظ الصايغ، اياد موصلي، رئيسة جمعية "ممكن" غادة فغالي على رأس وفد، السفيرة غرازييلا سيف، نقيبة الفنانين التشكيليين الدكتورة كلود كرم ورئيس المركز العالمي للفنون أنور خانجي، وحشد من الشخصيات والإعلاميين.
تم افتتح الاحتفال بقص شريط معرض "تحولات الفن في زمن الحروب".
وجال الحضور والفنانون على تشكيلة كبيرة من اللوحات الفنية المعلقة في قاعة المرحوم أنطوان حرب، ثم وزعت إفادات المشاركة في المعرض على الفنانين المشاركين.
بدأ الحفل بالنشيد الوطني، واستهلته الاعلامية نوال الحوّار بمقدمة ترحيب بالضيوف، تلاها عرض فيلم وثائقي عن تاريخ المجلة من صدورها العام 1974 وتطورها بعنوان: "تحولات من الدكتيلو الى الأون لاين"، تحدث فيه عدد ممن أشرفوا على تحريرها، منهم الرسام سايد يمين، الشاعر بول شاوول والصحافي حسان الزين، الإعلامي حسن حماده والأكاديمي أنور خطار.
ثم قدم الأمين العام للجامعة الثقافية في العالم بيتر الأشقر لناشر مجلة "المنبر" رئيس مكتب الدرسات العلمية الأمين العام السابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم المغترب ورجل الأعمال منصور عازار درع تكريمياً من "تحولات" التي رعاها ودعمها معنوياً ومادياً لسنوات طويلة، كما قدم له الفنان محمد رستم منحوتة فنية من أعماله حفر فيها وجه المكرم على رخام.
وتم تقديم دروع تكريم لأصدقاء "تحولات" الراحلين: جورج يمين، بسام الحجار، سايد كعدو، خالد شرتوني، أنطوان القوال، ومخول قاصوف تسلمها ممثلون عنهم.
الشريف
وتحدثت بتول الشريف مديرة شركة "ويب بريسبيكتف" عن مشروع تحديث المجلة، مشيرة الى مدى تأثير التحولات التكنولوجية على عالم الإعلام، واعلنت مواكبة مجلة "تحولات" للتطورات التقنية، واعتمادها على الموقع الإلكتروني.
وأطلقت في المناسبة تطبيق (أبليكايشن) "تحولات" "للربط بين الوسط الثقافي ووسائل التقنيات مما سيوفر فرصة وجود "تحولات" مع قرائها دائماً، عبر هواتفهم الذكية.
أبو زيد
وألقى مؤسس وصاحب "تحولات" كلمة شكر فيها الحضور، قائلا: " أرحب بكم فرداً فرداً، وأشكر مُشاركتكم لأنها تعبيرٌ عن صداقةٍ صادقة، وتضامنٍ مع الثقافة في زمنٍ نشهد فيه موت الإنسان تحت ضربات الاستعباد والاستبداد والإرهاب التكفيري.
بداية أتوجه بالشكر لمعالي وزير الثقافة "ريمون عريجي"، واسمح لي أن أوجه عبرك تحية إلى الوزير "سليمان فرنجيه"، الذي حقق بعض ماكنّا نحلم به في شبابنا وهو توسيع المشاركة السياسية في زغرتا
كما أتوجه بالشكر لكل من ساهم بإنجاح هذا الإحتفال وأخص الأصدقاء: "فيرا يمين"، "حسن حماده"، "نصري الصايغ"، "نوال الحوّار"، الذين كان لكلماتهم الوقع المؤثر والحافز للعطاء والوفاء.
وفي هذه المناسبة لايسعني إلا أن أتذكر بعض الذين شاركوني همّ "تحولات"، مُنذ ولادتها في زغرتا، لاسيما "سايّد يميّن"، و"عيّسى مخلوف"، وحلقة من الأصدقاء منهم: "انطوان بو فرنسيس"، "سركيس عزيزي"، "سيمون قندلفت"، "رومانوس مخلوف"، "ميشال يميّن"، "منير مخلوف"، "خليل كرم" وغيرهم.
وفي مراحل لاحقة أتذكر بتقدير بعض الأصدقاء الذين ساهموا في إدارتها تطوعاً، منهم: "بول شاوول"، "حسن حماده"، "أنور خطار"، "حسان الزين"، "نجيب نصير"، "عايدة سلامة"، "زيّد قطريب".
وإلى كل من ثابر بعطاءٍ على الكتابة، أخصُ بالذكر: "محمود حيدر"، "الياس فرحات"، "زهير فياض"، "رياض عيد".
زهرة هذه الاحتفالية "منصور عازار"، الذي تعلمت منه أهمية التفاؤل والعمل، والذي وفر لـ"تحولات" الدعم المعنوي والمادي، وإذ نُكرمه اليوم نُكرم العطاء المحبب والأمل. بأن الحياة مستمرة رغم الصعوبات والمعاناة، أطال الله بعمره ليبقى قُدوةً على أن نلتقي قريباً، مع إصدارين له: مذكراته ، وكتاب "منبر تحولات".
كما أشكر "مؤسسة سعاده للثقافة" لدورها الطليعي ولمُشاركتها في إنتاج "تحولات مشرقية".
أشكر إدارة قصر الأونيسكو بشخص الصديق الأستاذ سليمان خوري، وكل من عمل على إنجاز هذه الاحتفالية، لاسيما "محمد الحاجم"، والفنان "عبدالرحمن المحمد"، والخطاط "نعمان الرفاعي"، الذين ساهموا في تحضير معرض الرسم، كما أشكر جميع الرسامين والمصورين الذين شاركوا في هذا المعرض كتحية شكرٍ وامتنانٍ لـ "تحولات".
شُكرٌ خاص للنحات "محمد رستم" الذي قدم منحوتة "منصور عازار"، و"ميلاد عدره" الذي قام بإعداد وإخراج فيلم "تحولات من الداكتيلو إلى الأونلاين".
نجحت "تحولات" بأن تكون متواضعةً في الشكل، حتى تكون حرةً ومستقلةً من رقابة وتدخلات السلطات السياسية، والاقتصادية.
نجحت بأن تكون تجريبيةً تطوعية وطليعية، فلم تتمأسس في كيانٍ قائم على الوظائفية مما يُؤدي إلى النمطية والتقليد. لكنها لم تنجح كثيراً بكسر كل القيود، ولم تتمكن أحياناً من كسر الصمت ضد الظلم والظلامية.
أعاهدكم في الأربعين المقبلة بإسمي وبإسم من سيستمر في المسيرة ، أن تكون "تحولات" أكثر حريةً لاحترام حق الاختلاف، وأن تكون أكثر جُرأةً في الدفاع عن الحق في الحياة، وأن تكون أكثر جذريةً في مواجهة التكفير، والإلغاء والإنعزال والطائفية والصهيونية والتبعية، وأن يبقى هدفها الإنسان أولاً، ونبراسها العمل من أجل مُجتمعٍ جديد.
ومهما غالى الظلاميون والإرهابيون، ومهما انسدت الآفاق السياسية، ستبقى الثقافة الإبداعية هي الخلاص، وسيبقى الفكر العملي هوالطريق إلى حياةٍ جديدة.
وأرددُ مع برتولد برشت: " ففي زمنٍ تسيل فيه الدماء، ويدين بالفوضى، ويقوم فيه الظلم والطغيان مقام القانون، وتفقد الإنسانية إنسانيتها…. لاينبغي لنا أن نقول هذا أمرٌ طبيعي".
ولأن مانشهده اليوم أمرٌ غير طبيعي، وحتى لانكون شُهود زورٍ، فلنتحد معاً في مقاومة ثقافية ضد الإرهاب، برعاية وزراة الثقافة ومشاركة المؤسسات الثقافية والمدنية وبمشاركتكم أنتم.
وكان حفل كوكتيل بالمناسبة.